ﺇﻥ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻫﻲ ﺃﺧﺼﺐ ﻭ ﺃﻃﻮﻝ ﻭﺃﻫﻢ ﻓﺘﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﺑﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﻮﻳﻤﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻭﺳﻠﻮﻙ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﺎﻟﻔﺮﺻﻪ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻭﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﺘﻮﻓﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺓ ﺳﻠﻴﻤﻪ ،ﻭﻃﻔﻮﻟﺔ ﺳﺎﺫﺟﺔ ، ﻭﺑﺮﺍﺀﺓ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻭﻟﻴﻮﻧﺔ ﻭ ﻣﺮﻭﻧﻪ ﻭ ﻗﻠﺐ ﻟﻢ ﻳﻠﻮﺙ ﻭﻧﻔﺲ ﻟﻢ ﺗﺪﻧﺲ . ﻭ ﺳﻨﻌﺮﺽ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ :
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (1)
1- ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﻭﻫﻢ ﻓﻰ ﺃﺻﻼﺏ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ:
ﻟﻤﺎ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﺭﻣﻮﻩ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺃﻥ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻷﺧﺸﺒﻴﻦ ( ﺟﺒﻠﻴﻦ ﺑﻤﻜﺔ ) ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻖ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ " ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﻼﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ ﻳﺸﺮﻙ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ " ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﺷﺪﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺡ ﺍﻻﺑﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺃﻫﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ ، ﻳﻮﻟﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻓﻼ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍ"
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺎﺕ ﻋﻨﺪ ﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺟﻴﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻷﻥ ﻓﺎﻗﺪ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻻ ﻳﻌﻄﻴﻪ.
2- ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻧﻄﻔﺔ ﻓﻰ ﺭﺣﻢ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ:
ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻷﺟﻞ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻧﻔﻘﺘﻬﺎ ﺑﻄﻼﻗﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭﻗﺎﻳﺘﻪ ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ ﻭﻟﺬﺍ ﺃﺑﻴﺢ ﻟﻠﺤﺎﻣﻞ ﺍﺫﺍ ﺧﺎﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻄﺮ ﻓﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻛﺎﻟﻤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻮﻑ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺃﻭ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﺼﺔ ﺟﻬﻴﻨﺔ ﻭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﺎﻣﺪﻳﺔ.
3- ﻭﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﻟﻨﺰﻭﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺃﻣﻪ:
ﺍﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺷﻖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﻭﺟﻨﻴﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺏ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﻡ ﻣﻜﺮﻭﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺮﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﻋﺎﺀ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ: " ﺩﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﺏ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺭﺣﻤﺘﻚ ﺃﺭﺟﻮ ﻓﻼ ﺗﻜﻠﻨﻰ ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺴﻰ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻴﻦ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻰ ﺷﺄﻧﻰ ﻛﻠﻪ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺃﻧﺖ"
4- ﻭﻳﺒﻴﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺫﺍ ﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﻤﺎﻣﻪ:
ﻟﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﺴﻘﻂ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺴﺮ ﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﻓﻌﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻧﻔﺴﻰ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻘﻂ ﻟﻴﺠﺮ ﺃﻣﻪ ﺑﺴﺮﺭﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﺫﺍ ﺍﺣﺘﺴﺒﺘﻪ" ﺃﻯ ﺻﺒﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪﻩ.
5- ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻻﺗﻬﻢ ﻳﺆﺫﻥ ﻓﻰ ﺍﻷﺫﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻠﻄﻔﻞ:
ﻋﻦ ﺃﺑﻰ ﺭﺍﻓﻊ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃّّﺫﻥ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻭﻟﺪﺗﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﺳﺮ ﺍﻟﺘﺄﺫﻳﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﻉ ﺳﻤﻊ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻠﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻭﻣﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻔﺮ ﻭﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻉ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻓﻴﺴﻤﻊ ﺷﻴﻄﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﻈﻪ ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (2)
ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﻌﺪ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺎﺕ :
ﺍﻥ ﺍﻻﻭﻻﺩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻬﺒﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻤﺴﻜﻬﺎ ﻋﻤﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺗﺴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺸﺮﺕ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﻬﻢ ﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:" ﻳﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺍﻧﺎ ﻧﺒﺸﺮﻙ ﺑﻐﻼﻡ ﺍﺳﻤﻪ ﻳﺤﻴﻰ"( ﻣﺮﻳﻢ 7) - ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻞ " ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻓﺒﺸﺮﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﺳﺤﻘﻮﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﺳﺤﻖ ﻳﻌﻘﻮﺏ" (ﻫﻮﺩ :71) ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺫﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺒﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻭﺍﺳﺘﺜﻘﻠﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﻫﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﻫﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﻣﻌﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: " ﺃﻻ ﺳﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ" ( ﺍﻟﻨﺤﻞ : 59)
ﻭﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﻨﻚ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﻭﻳﺒﺮﻙ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻨﻴﻚ ﻫﻮ ﻣﻀﻎ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻓﻰ ﻓﻢ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﻭﺩﻟﻚ ﺣﻨﻜﻪ ﺑﻪ ﻳﺼﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼﺒﻰ ﻟﻴﺘﻤﺮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻨﻴﻚ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﺁﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻏﺬﺍﺋﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺗﺤﻨﻴﻜﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻓﻴﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻠﺬﺫ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻓﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻤﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻏﺬﺍﺋﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻤﺺ ﺑﺎﻟﻔﻢ ﻟﻴﺄﻟﻔﻬﺎ.
* ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺇِﺳْﺤَﺎﻕُ ﺑْﻦُ ﻧَﺼْﺮٍ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺃَﺑُﻮ ﺃُﺳَﺎﻣَﺔَ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻫِﺸَﺎﻡُ ﺑْﻦُ ﻋُﺮْﻭَﺓَ ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻴﻪِ ﻋَﻦْ ﺃَﺳْﻤَﺎﺀَ ﺑِﻨْﺖِ ﺃَﺑِﻲ ﺑَﻜْﺮٍ ﺭَﺿِﻲ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻨْﻬﻤﻤَﺎ ﺃَﻧَّﻬَﺎ ﺣَﻤَﻠَﺖْ ﺑِﻌَﺒْﺪِﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ ﺍﻟﺰُّﺑَﻴْﺮِ ﺑِﻤَﻜَّﺔَ ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻓَﺨَﺮَﺟْﺖُ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﻣُﺘِﻢٌّ ﻓَﺄَﺗَﻴْﺖُ ﺍﻟْﻤَﺪِﻳﻨَﺔَ ﻓَﻨَﺰَﻟْﺖُ ﻗُﺒَﺎﺀً ﻓَﻮَﻟَﺪْﺕُ ﺑِﻘُﺒَﺎﺀٍ ﺛُﻢَّ ﺃَﺗَﻴْﺖُ ﺑِﻪِ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﻮَﺿَﻌْﺘُﻪُ ﻓِﻲ ﺣَﺠْﺮِﻩِ ﺛُﻢَّ ﺩَﻋَﺎ ﺑِﺘَﻤْﺮَﺓٍ ﻓَﻤَﻀَﻐَﻬَﺎ ﺛُﻢَّ ﺗَﻔَﻞَ ﻓِﻲ ﻓِﻴﻪِ ﻓَﻜَﺎﻥَ ﺃَﻭَّﻝَ ﺷَﻲْﺀٍ ﺩَﺧَﻞَ ﺟَﻮْﻓَﻪُ ﺭِﻳﻖُ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺛُﻢَّ ﺣَﻨَّﻜَﻪُ ﺑِﺎﻟﺘَّﻤْﺮَﺓِ ﺛُﻢَّ ﺩَﻋَﺎ ﻟَﻪُ ﻓَﺒَﺮَّﻙَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺃَﻭَّﻝَ ﻣَﻮْﻟُﻮﺩٍ ﻭُﻟِﺪَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﻓَﻔَﺮِﺣُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﻓَﺮَﺣًﺎ ﺷَﺪِﻳﺪًﺍ ﻟِﺄَﻧَّﻬُﻢْ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ ﺇِﻥَّ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩَ ﻗَﺪْ ﺳَﺤَﺮَﺗْﻜُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﻳُﻮﻟَﺪُ ﻟَﻜُﻢْ *ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ*
ﻭﻳﺮﺷﺪ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺼﻴﻨﻪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﻭﺷﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻫﺒﺘﻪ
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﺠﻠﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﻭ ﻓﻴﻪ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﻜﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
" ﻟﺌﻦ ﺷﻜﺮﺗﻢ ﻷﺯﻳﺪﻧﻜﻢ" (ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 7) .
ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻠﻤﻮﻟﻮﺩ ﻣﻴﺮﺍﺛﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﻻﺗﻪ
ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺍﻟْﻌَﺒَّﺎﺱُ ﺑْﻦُ ﺍﻟْﻮَﻟِﻴﺪِ ﺍﻟﺪِّﻣَﺸْﻘِﻲُّ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻣَﺮْﻭَﺍﻥُ ﺑْﻦُ ﻣُﺤَﻤَّﺪٍ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥُ ﺑْﻦُ ﺑِﻠَﺎﻝٍ ﺣَﺪَّﺛَﻨِﻲ ﻳَﺤْﻴَﻰ ﺑْﻦُ ﺳَﻌِﻴﺪٍ ﻋَﻦْ ﺳَﻌِﻴﺪِ ﺑْﻦِ ﺍﻟْﻤُﺴَﻴَّﺐِ ﻋَﻦْ ﺟَﺎﺑِﺮِ ﺑْﻦِ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻤِﺴْﻮَﺭِ ﺑْﻦِ ﻣَﺨْﺮَﻣَﺔَ ﻗَﺎﻟَﺎ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻟَﺎ ﻳَﺮِﺙُ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲُّ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﺴْﺘَﻬِﻞَّ ﺻَﺎﺭِﺧًﺎ ﻗَﺎﻝَ ﻭَﺍﺳْﺘِﻬْﻠَﺎﻟُﻪُ ﺃَﻥْ ﻳَﺒْﻜِﻲَ ﻭَﻳَﺼِﻴﺢَ ﺃَﻭْ ﻳَﻌْﻄِﺲَ *ﺭﻭﺍﺓ ﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ *
ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺑْﻦُ ﺭَﺍﻓِﻊٍ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺍﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﻓُﺪَﻳْﻚٍ ﺃَﺧْﺒَﺮَﻧَﺎ ﺍﻟﻀَّﺤَّﺎﻙُ ﻋَﻦْ ﻧَﺎﻓِﻊٍ ﻋَﻦْ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦِ ﻋُﻤَﺮَ ﺃَﻥَّ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓَﺮَﺽَ ﺯَﻛَﺎﺓَ ﺍﻟْﻔِﻄْﺮِ ﻣِﻦْ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ﺣُﺮٍّ ﺃَﻭْ ﻋَﺒْﺪٍ ﺃَﻭْ ﺭَﺟُﻞٍ ﺃَﻭِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺓٍ ﺻَﻐِﻴﺮٍ ﺃَﻭْ ﻛَﺒِﻴﺮٍ ﺻَﺎﻋًﺎ ﻣِﻦْ ﺗَﻤْﺮٍ ﺃَﻭْ ﺻَﺎﻋًﺎ ﻣِﻦْ ﺷَﻌِﻴﺮٍ * ﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .. *
ﻭﻳﺮﺣﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﻟﺪ ﺯﻧﺎ
ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﻭﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺐ ﺭﺍﺿﻌﺎ ﻣﻦ ﺛﺪﻯ ﺃﻣﻪ ﺍﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻐﺎﻣﺪﻳﺔ ﻟﺘﻰ ﺯﻧﺖ ﺭﺩﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺪ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺭﺩﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺿﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﺴﺮﺓ ﺧﺒﺰ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺎﻣﻪ ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪ (ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ) ﻭﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﺮﻯ ﺃﻭﺭﺍ ﻋﺠﻴﺒﺔ:
- ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﻘﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺍﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺪ.
- ﻓﻠﻤﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﻄﻤﻪ ﻓﺄﺭﺿﻌﺘﻪ ﺛﻢ ﻓﻄﻤﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺨﺒﺰ.
- ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺩﻓﻊ ﺑﺎﻟﺼﺒﻰ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻪ.
ﺗﻠﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﻧﺒﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺰﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻓﻤﺎ ﺫﻧﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺁﺛﺎﺭ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻏﻴﺮﻩ؟!!
ﻭﻳﺤﺘﻔﻞ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻰ ﺻﻐﺮﻫﻢ ﻓﻴﻮﺻﻰ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﻋﻨﻬﻢ
ﻭﻟﻠﻌﻘﻴﻘﺔ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻬﻰ ﻗﺮﺑﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺢ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﻫﻰ ﺗﻔﻚ ﺍﺭﺗﻬﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ ﺃﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻟﻪ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻟﻠﺴﻨﻦ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﻣﺤﺎﺭﺑﺔ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﺷﺎﻋﺔ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻤﻮﻟﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ.
* ﺃَﺧْﺒَﺮَﻧَﺎ ﻋَﻤْﺮُﻭ ﺑْﻦُ ﻋَﻠِﻲٍّ ﻭَﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺑْﻦُ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟْﺄَﻋْﻠَﻰ ﻗَﺎﻟَﺎ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻳَﺰِﻳﺪُ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﺑْﻦُ ﺯُﺭَﻳْﻊٍ ﻋَﻦْ ﺳَﻌِﻴﺪٍ ﺃَﻧْﺒَﺄَﻧَﺎ ﻗَﺘَﺎﺩَﺓُ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﺤَﺴَﻦِ ﻋَﻦْ ﺳَﻤُﺮَﺓَ ﺑْﻦِ ﺟُﻨْﺪُﺏٍ ﻋَﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻗَﺎﻝَ ﻛُﻞُّ ﻏُﻠَﺎﻡٍ ﺭَﻫِﻴﻦٌ ﺑِﻌَﻘِﻴﻘَﺘِﻪِ ﺗُﺬْﺑَﺢُ ﻋَﻨْﻪُ ﻳَﻮْﻡَ ﺳَﺎﺑِﻌِﻪِ ﻭَﻳُﺤْﻠَﻖُ ﺭَﺃْﺳُﻪُ ﻭَﻳُﺴَﻤَّﻰ . *ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻻﻟﺒﺎﻧﻲ *
* ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺍﻟْﺤَﺴَﻦُ ﺑْﻦُ ﻋَﻠِﻲٍّ ﺍﻟْﺨَﻠَّﺎﻝُ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﺮَّﺯَّﺍﻕِ ﻋَﻦِ ﺍﺑْﻦِ ﺟُﺮَﻳْﺞٍ ﺃَﺧْﺒَﺮَﻧَﺎ ﻋُﺒَﻴْﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﻳَﺰِﻳﺪَ ﻋَﻦْ ﺳِﺒَﺎﻉِ ﺍﺑْﻦِ ﺛَﺎﺑِﺖٍ ﺃَﻥَّ ﻣُﺤَﻤَّﺪَ ﺑْﻦَ ﺛَﺎﺑِﺖِ ﺑْﻦِ ﺳِﺒَﺎﻉٍ ﺃَﺧْﺒَﺮَﻩُ ﺃَﻥَّ ﺃُﻡَّ ﻛُﺮْﺯٍ ﺃَﺧْﺒَﺮَﺗْﻪُ ﺃَﻧَّﻬَﺎ ﺳَﺄَﻟَﺖْ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻬﻢ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻌَﻘِﻴﻘَﺔِ ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻐُﻠَﺎﻡِ ﺷَﺎﺗَﺎﻥِ ﻭَﻋَﻦِ ﺍﻟْﺄُﻧْﺜَﻰ ﻭَﺍﺣِﺪَﺓٌ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻀُﺮُّﻛُﻢْ ﺫُﻛْﺮَﺍﻧًﺎ ﻛُﻦَّ ﺃَﻡْ ﺇِﻧَﺎﺛًﺎ * ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ*ِ
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (3)
ﻳﻐﻴﺮ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻬﻢ :
ﻋﻦ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑْﻦُ ﺑُﺮَﻳْﺪَﺓَ ﻗَﺎﻝَ ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﺃَﺑِﻲ ﺑُﺮَﻳْﺪَﺓَ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻛُﻨَّﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِ ﺇِﺫَﺍ ﻭُﻟِﺪَ ﻟِﺄَﺣَﺪِﻧَﺎ ﻏُﻠَﺎﻡٌ ﺫَﺑَﺢَ ﺷَﺎﺓً ﻭَﻟَﻄَﺦَ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ﺑِﺪَﻣِﻬَﺎ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺟَﺎﺀَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﺎﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ ﻛُﻨَّﺎ ﻧَﺬْﺑَﺢُ ﺷَﺎﺓً ﻭَﻧَﺤْﻠِﻖُ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ﻭَﻧُﻠَﻄِّﺨُﻪُ ﺑِﺰَﻋْﻔَﺮَﺍﻥٍ
ﻭﻳﺴﻤﻴﻬﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ :
ﻋَﻦْ ﺍﺑْﻦِ ﻋُﻤَﺮَ ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﺇِﻥَّ ﺃَﺣَﺐَّ ﺃَﺳْﻤَﺎﺋِﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﻟﻘﺎﻧﻲ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻘﻴﻞ ﺍﺑﻦ ﺷﺒﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻫﺐ ﺍﻟﺠﺸﻤﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺻﺤﺒﺔ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺗﺴﻤﻮﺍ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺃﺣﺐ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺃﺻﺪﻗﻬﺎ ﺣﺎﺭﺙ ﻭﻫﻤﺎﻡ ﻭﺃﻗﺒﺤﻬﺎ ﺣﺮﺏ ﻭﻣﺮﺓ
ﻭﻳﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﺷﺮﻋﺎ :
ﻋﻦ ﺳﻤﺮﺓ ﺑﻦ ﺟﻨﺪﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺗﺴﻢ ﻏﻼﻣﻚ ﺃﻓﻠﺢ ﻭﻻ ﻧﺠﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﺎﺭﺍ ﻭﻻ ﺭﺑﺎﺣﺎ ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺃﺛﻢ ﻫﻮ ﺃﻭ ﺃﺛﻢ ﻓﻼﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ
ﻳﺄﻣﺮ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺤﻠﻖ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻮﻡ ﺳﺎﺑﻌﻪ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻪ ﻭﺍﺯﺍﻟﺔ ﺍﻻﺫﻱ ﻋﻨﻪ
ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻗﺎﻝ ﻋﻖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﺸﺎﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﺣﻠﻘﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﺼﺪﻗﻲ ﺑﺰﻧﺔ ﺷﻌﺮﻩ ﻓﻀﺔ ﻗﺎﻝ ﻓﻮﺯﻧﺘﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺯﻧﻪ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ
ﻭﻳﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﺤﻠﻖ ﺑﻌﻀﻪ ﻭﺗﺮﻙ ﺑﻌﻀﻪ (ﺍﻟﻘﺰﻉ) :
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺰﻉ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻠﺖ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﻘﺰﻉ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻟﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﺣﻠﻖ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻭﺗﺮﻙ ﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﺷﻌﺮﺓ ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻟﻨﺎ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﻭﺟﺎﻧﺒﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﻴﻞ ﻟﻌﺒﻴﺪﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻐﻼﻡ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻫﻜﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺎﻭﺩﺗﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎ ﻟﻠﻐﻼﻡ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺰﻉ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻨﺎﺻﻴﺘﻪ ﺷﻌﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺷﻖ ﺭﺃﺳﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (4)
ﻭﻳﺪﺍﻋﺐ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻓﻤﻪ :
ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﻕ ﺑﻨﻲ ﻗﻴﻨﻘﺎﻉ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻓﻄﺎﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﺭﺟﻊ ﻓﺎﺣﺘﺒﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻦ ﻟﻜﺎﻉ ﺍﺩﻋﻮﺍ ﻟﻲ ﻟﻜﺎﻋﺎ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺛﺐ ﻓﻲ ﺣﺒﻮﺗﻪ ﻓﺄﺩﺧﻞ ﻓﻤﻪ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺣﺒﻪ ﻓﺄﺣﺒﻪ ﻭﺃﺣﺐ ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺇﻻ ﻓﺎﺿﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺑﻜﺖ ﺷﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﻁ
ﻭﻳﻜﻨﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﺳﻤﻪ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﻡ ﺑﻦ ﺷﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﺷﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻫﺎﻧﺊ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻭﻓﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ ﺳﻤﻌﻬﻢ ﻳﻜﻨﻮﻧﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﺪﻋﺎﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻨﻰ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﻗﻮﻣﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﺃﺗﻮﻧﻲ ﻓﺤﻜﻤﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺮﺿﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺷﺮﻳﺢ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ ﻓﻤﻦ ﺃﻛﺒﺮﻫﻢ ﻗﻠﺖ ﺷﺮﻳﺢ ﻗﺎﻝ ﻓﺄﻧﺖ ﺃﺑﻮ ﺷﺮﻳﺢ
ﻭﻳﻬﺘﻢ ﺑﺨﺘﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺧﻤﺲ ﺃﻭ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺨﺘﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﺤﺪﺍﺩ ﻭﻧﺘﻒ ﺍﻹﺑﻂ ﻭﺗﻘﻠﻴﻢ ﺍﻷﻇﻔﺎﺭ ﻭﻗﺺ ﺍﻟﺸﺎﺭﺏ
ﻭﻳﺠﻠﺴﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺣﺠﺮﻩ ﻭﻓﺨﺬﺓ ﻭﻳﺸﻔﻖ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻦ ﺃﻡ ﻛﺮﺯ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻴﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﺗﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻐﻼﻡ ﻓﺒﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﻨﻀﺢ ﻭﺃﺗﻲ ﺑﺠﺎﺭﻳﺔ ﻓﺒﺎﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﻐﺴﻞ
ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﻓﻴﻘﻌﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻩ ﻭﻳﻘﻌﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻰ ﻓﺨﺬﻩ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺛﻢ ﻳﻀﻤﻬﻤﺎ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻳﺤﻴﻰ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻗﻠﺖ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻠﻢ ﺃﺳﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ (5)
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ:
ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻗﺎﻝ: ﺩﻋﺘﻨﻲ ﺃﻣﻲ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﺎ، ﺗﻌﺎﻝ ﺃﻋﻄﻴﻚ، ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻪ؟" ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻋﻄﻴﻪ ﺗﻤﺮًﺍ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ: "ﺃﻣَﺎ ﺇﻧﻚ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﻛُﺘِﺒﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﺬﺑﺔ". ﺇﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﻳﻘﺘﺪﻭﻥ ﺑﻬﻢ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺧﺪﺍﻋﻬﻢ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﻴﺐ: ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻔﻮَّﻩ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﺜﻼً ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﺰﻻً ﺃﻭ ﻛﺬﺑًﺎ ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺷﻲﺀ ﺃﻭ ﺑﺘﺨﻮﻳﻒ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺣﺮﺍﻡ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺬﺏ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﺪ ﺗﺴﻠﻴﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﺇﺿﺤﺎﻛﻬﻢ ﺃﻭ ﺳﺮﺩ ﻗﺼﺺ ﻭﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ.
ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻟﻠﺼﻐﻴﺮ ﻓﺮﺻﺔ ﻳﺘﻠَﻬَّﻰ ﻣﻌﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻤﺰﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﺒﺚ ﻓﻲ ﺛﻮﺑﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻟﺤﻴﺘﻪ، ﻭﺯﺟْﺮُﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻛﺴﺮٌ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﺟَﺮْﺡٌ ﻟﺸﻌﻮﺭﻩ، ﻭﺗﻌﻮﻳﺪٌ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻄﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻟﻜﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺍﻹﻋﺠﺎﺏ، ﻳُﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﻳﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺑﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ.
ﻭﻗﺪ ﺣﺪﺙ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻓﻌﻦ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻨﺖ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃُﺗِﻲَ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺜﻴﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻤﻴﺼﺔ ﺳﻮﺍﺩﺀ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻣَﻦ ﺗﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻜﺴﻮَ ﻫﺬﻩ؟" ﻓﺴﻜﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻗﺎﻝ: "ﺍﺋﺘﻮﻧﻲ ﺑﺄﻡ ﺧﺎﻟﺪ"، ﻓﺄُﺗِﻲَ ﺑﻬﺎ ﺗُﺤﻤﻞ ﻓﺄﺧﺬ ﺍﻟﺨﻤﻴﺼﺔ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﺄﻟﺒﺴﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ: ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﺳَﻨَﻪ ﺳَﻨَﻪ". ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺤﺒﺸﻴﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ: ﺣَﺴَﻨﺔ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﺬﻫﺒﺖُ ﺃﻟﻌﺐ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ (ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ) ﻓﺰﺑﺮﻧﻲ (ﻓﺰﺟﺮﻧﻲ) ﺃﺑﻲ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﺩﻋﻬﺎ". ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﺃﺑﻠﻲ ﻭﺃﺧﻠﻘﻲ، ﺛﻢ ﺃﺑْﻠﻲ ﻭﺃﺧْﻠﻘﻲ، ﺛﻢ ﺃﺑﻠﻲ ﻭﺃﺧﻠﻘﻲ". ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠَّﻪ: ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﺫَﻛَﺮَ، ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ. ﻳﻌﻨﻲ ﻃﺎﻝ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ "ﺃﺑﻠﻲ ﻭﺃﺧﻠﻘﻲ" ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﺨَﻠِﻖ: ﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﻟﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺃﻡ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺩﺍﻋﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ: "ﺳَﻨَﻪ ﺳﻨﻪ".
ﻭﻳﺘﻮﻋﺪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﺪﻟُّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻓِﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ:
ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺭﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻓﻲ ﺻﻐﺮﻫﻢ، ﺑﻞ ﻋﺎﻓﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺍﺧﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻀﺞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺒﻠﻮﻏﻪ ﺍﻟﺤﻠﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻌﻤﻞ. ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: "ﺭُﻓﻊ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ: ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺮﺃ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺘﻠﻢ". ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺑﻌﺪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﺑﺪًﺍ ﺃﻥ ﻳﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﻳﻐﺮﻳﻪ ﺑﻬﺎ، ﻛﺄﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ، ﺃﻭ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻭﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ، ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻟﺒﺬﺍﺀﺓ ﻭﺳﻲﺀ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ. ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : "ﻛﻞ ﻣُﺨْﻤِﺮ ﺧﻤﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﺴﻜﺮ ﺣﺮﺍﻡ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﻣﺴﻜﺮًﺍ ﺑُﺨﺴﺖ ﺻﻼﺗﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺻﺒﺎﺣًﺎ، ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺏ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻛﺎﻥ ﺣﻘًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺒﺎﻝ ﺻﺪﻳﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﻦ ﺳﻘﺎﻩ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻼﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻣﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻘًّﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺒﺎﻝ". ﻭﻃﻴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺒﺎﻝ ﻫﻲ ﻋﺼﺎﺭﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺻﺪﻳﺪﻫﻢ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺮﻳﺮًﺍ ﺃﻭ ﺫﻫﺒًﺎ ﻓﻼ ﺇﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻹﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺴﻪ.